المشتبه به في جريمة قتل داخل مسجد بفرنسا يسلم نفسه للشرطة الإيطالية
المشتبه به في جريمة قتل داخل مسجد بفرنسا يسلم نفسه للشرطة الإيطالية
أفاد المدعي العام بمدينة أليس، جنوب شرق فرنسا، اليوم الإثنين، بأن المشتبه به في قتل الشاب المالي أبوبكر سيسيه داخل مسجد "خديجة"، سلّم نفسه للشرطة الإيطالية فجر الأحد.
وأوضح المدعي العام عبد الكريم غريني، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن خطوة تسليم المشتبه به نفسه جاءت بعد تضييق الخناق عليه، مؤكدا أن هذه النتيجة تعد نجاحًا لجهود الشرطة والقضاء الفرنسي.
وعبّر المسؤول القضائي عبد الكريم غريني عن ارتياحه، قائلا: "إنها سعادة كبيرة بالنسبة لي كمدعٍ عام أمام فعالية الوسائل التي تم وضعها، لم يجد المشتبه به مخرجا آخر سوى تسليم نفسه، وهذه أفضل خطوة كان يمكنه أن يتخذها".
وأكد أن التحقيقات ستستكمل بالتنسيق مع السلطات الإيطالية بهدف تسليمه إلى فرنسا لمحاكمته على جريمته.
المتهم وظروف الجريمة
كشف المدعي العام أن المعلومات المتاحة عن المشتبه به كانت شحيحة حتى لحظة اعتقاله، موضحا أن المشتبه به شاب يدعى أوليفييه أ.، ينحدر من عائلة بوسنية، وهو عاطل عن العمل، وله علاقات وروابط عائلية في منطقة لوغار بجنوب شرق فرنسا.
وبين أن أوليفييه ظل طوال حياته بعيدا عن أنظار الشرطة والعدالة ولم يسبق أن أثار أي شبهات أو قلق أمني قبل ارتكابه لهذه الجريمة المأساوية.
وأكد غريني أن المشتبه به أقدم على توثيق جريمة القتل بنفسه عبر تصويرها بهاتفه المحمول، وهو ما شكل مادة أساسية للتحقيقات.
وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة أن المعتدي كان يصرخ بعبارات تنطوي على إساءة صريحة إلى الله، ما أثار صدمة وغضبًا واسعًا في الأوساط المحلية والإسلامية داخل فرنسا.
مسيرات تضامنية مع الضحية
نظمت بلدة لا غراند كومب، حيث وقعت الجريمة يوم الجمعة الماضي، مسيرة بيضاء يوم الأحد تكريما لذكرى الضحية أبوبكر سيسيه، الشاب المالي في العشرينات من عمره.
وشارك في المسيرة أكثر من ألف شخص تجمعوا بين مسجد "خديجة" وبلدية البلدة الواقعة في منطقة لوغار، رغم أن عدد سكان البلدة لا يتجاوز خمسة آلاف نسمة.
وتجمع المئات في العاصمة باريس في وقت متأخر من مساء الأحد، في وقفة تضامنية شارك فيها زعيم حركة "فرنسا الأبية" جان لوك ميلينشون، الذي وجّه اتهامات مباشرة لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتاييو بزراعة "مناخ إسلاموفوبيا"، معتبرا أن الخطاب السياسي المعادي للإسلام أسهم في خلق بيئة تحرض على هذه الجرائم.
ردود الفعل الرسمية الفرنسية
شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقف حازم ضد الكراهية الدينية، مؤكدا أن "التمييز والكراهية بسبب الدين لن يكون لهما مكان في فرنسا أبدا".
ووجه الرئيس الفرنسي "دعم الأمة" إلى عائلة الضحية وإلى كافة المواطنين الفرنسيين المسلمين، داعيا إلى الوحدة الوطنية في وجه محاولات نشر الكراهية والانقسام.
وواصلت وسائل الإعلام المحلية تسليط الضوء على تفاصيل الحادثة، مؤكدة أن الشرطة الفرنسية كانت قد أطلقت حملة مطاردة واسعة للمشتبه به عقب ارتكابه جريمة القتل يوم الجمعة، مستخدمة كل الوسائل التقنية والتنسيق الدولي لملاحقته.
وأكدت تقارير إعلامية أن المعتدي خطط لجريمته بعناية وسعى إلى بث الرعب عبر تصوير عملية الطعن وتوثيق صراخه بعبارات تحريضية.